أعدك بأن يستمر حبنا للأبد
هل نستطيع دوما الالتزام بوعودنا؟
عندما لا نستطيع أن نلتزم بوعد تجاه أحدهم، فإن الرسالة التي تصله هي أننا لا نقدّره
ما آخر وعد قطعته على نفسك؟
"آه، حبيبتي سآخذ القمامة إلى الحاوية بعد العشاء مباشرة"
"أعدك بأنك ستنال هدية قيمة بعد صدور نتائج الامتحان"
"سأكون هناك على الوقت تماما، لن أتأخر"
إذا كنت كمعظم الناس، فإنك تطلق الوعود والالتزامات تجاه الآخرين طوال الوقت
السؤالهو كم تحافظ على وعودك؟ من المستحيل أن تتبع كل وعد قطعته في حياتك
و لكن كم تخرق وعودك و كيف تتعامل مع ذلك مفتاحا لتفهم ذاتك؟
و لكن ينبغي أولا أن نوضح تعريف الوعد فالوعد
عبارة عن تصريح أو بيان من شخص ما بأنه سيفعل أو يحجم عن فعل أمر محدد، أو تصريح ملزم قانونيا يمنح شخص ما الحق في أن يتوقع أو يطلب إنجاز وعد محدد أو الإمساك عن فعله
عندما لا نستطيع أن نلتزم بوعد تجاه أحدهم، فإن الرسالة التي تصله هي أننا لا نقدّره
لقد اخترنا أن نضع أولوية أخرى لالتزامنا. حتى عندما نخرق وعوداً
"صغيرة"
، يتعلم الآخرون بأنه لا يمكنهم الاعتماد علينا. و الشقوق الصغيرة التي تنشأ في علاقاتنا تأتي عادة من وعود منكوثة
نحن لا نقوم بتوصيل كل ذلك للآخرين فحسب، بل نخبر أنفسنا بأننا لا نقدر كلماتنا نحن. نظن أنه أمر عادي أن نخذل شخصا ما، أو أن نقول أشياء لا نعنيها، أو نخفق في الالتزام بشيء قلنا بأننا سنفعله
إن عدم التزامنا بوعدنا يساوي عدم احترامنا لأنفسنا. في نهاية المطاف، يمكنه أن يؤذي صورة ذاتنا و تقديرنا لها، و حياتنا برمتها
إذا كنت تقوم بالتزامات أكثر من قدرتك على الوفاء بها، اسأل نفسك الأسئلة التالية
ما هو دافعي من وراء وعدي؟ لم أقوم بالتزام معين؟ ما هي نيتي؟ هل أقوم بذلك من أجل الآخر المتلقي أم من أجل نفسي؟
أحياناً نقوم بشيء بنوايا صادقة تماماً وأحيانا أخرى نقوم بها من أجل ما سنتلقاه. وقد نعتقد بأننا نحتاج إلى القول "نعم" لنحصل على ما نريد أو لنضمن بأن أحداً ما سيحبنا
نحن نقول للناس ما نعتقد أنهم يرغبون في سماعه و بالتالي سيسعدون لذلك. لنكن صريحين مع أنفسنا حيال التزامنا بأمر ما
هل أنا واقعي؟ الحياة تسير بسرعة الضوء و نحن غالبا علينا أن نختار كيف نمضي وقتنا. لنتفحص جدول أعمالنا و نسأل أنفسنا إذا كنا نستطيع الوفاء بهذا الوعد
من الأفضل دوما التقليل من الالتزام و الوفاء الزائد على المبالغة في الالتزام وعدم الوفاء
هل أمر لا غنى عنه بالنسبة لي في أن أطلق هذا الوعد؟ ليس في الحياة ما يقول أنه "يتوجب" علي أن أطلق الوعود للآخرين
إذا لم تكن تعرف أنك قادر على الوفاء بوعدك، فإن من الأفضل أن تضع توقعات مناسبة. قل لزميلك أنك كنت تود لو تساعده في مسألة ما لكنك لست واثقا إن كنت قادراً على ذلك بسبب جدول أعمالك المزدحم، وأنك ستعلمه في الأسبوع القادم. فالناس تحترم الصدق حتى عندما تواجَهُ بجواب قد لا يكون ما تريد سماعه تماما
عندما أنكث وعداً، هل أتعامل مع ذلك بشكل ملائم؟ فمثلا إذا صادف أن اضطررت لتغيير جدول أعمالي (بسبب مناوبة أو وعكة صحية مثلاً)، هل أبلغ صديقي مبكرا ما أمكن بظرفي الطارئ لكي يتحضر مسبقا ويغير خططه؟ معظم الناس تتعامل بمنطقية حين نقدم لها تفسيرا لتغيير خططنا
إن وضع الأمور السابقة في أذهاننا يساعدنا على التعامل مع التزاماتنا بنجاعة أكبر، الأمر الذي يساعدنا على الشعور الإيجابي بالطريق الذي نسلكه. و في النهاية لأن الوفاء بوعودنا أمر جيد لنا وللآخرين