حول العالم ..... من كان موجودا قبل آدم ؟
عاد هذا السؤال الى بالي أثناء قراءتي عن اكتشاف جديد يتعلق بأصل الإنسان ؛ فقبل عامين تقريبا انتهى العلماء من تحليل الأصل الوراثي لكافة الأعراق البشرية فاتضح عودتها الى (رجل واحد)
عاش في أفريقيا قبل ستين ألف عام
حسب موقع مجلة الجغرافية العالمية
National geographic
وهذه النتيجة تتفق مع فكرة الاديان السماوية (حول تناسل البشر من أصل واحد) ولا تتعارض مع الرأي الحالي حول تعدد الأجناس والأعراق البشرية ؛ فعلماء الأحافير يعتقدون أن هناك أجناسا بشرية كثيرة ظهرت قبل الإنسان الحالي - قبل أن تنقرض تماما.. فقبل مئة الف عام مثلا كان هناك (انسان اريكتس) الذي وجدت آثاره في اندونيسيا والصين ، و(إنسان النندرتالز)
الذي عاش في أوروبا وفلسطين، و(الإنسان الحديث) الذي عاش في افريقيا والشرق الأوسط - ومازال موجودا حتى اليوم
ورغم ان معظم هذه الأجناس عاشت لملايين السنين إلا أن آخرها انقرض قبل 25 ألف عام ولم يبق غير الإنسان الحديث أو الهوموسابين.. ليس هذا فحسب بل مرت فترات عاش فيها جنسان بشريان أو ثلاثة في نفس المنطقة بدون أن ينتج عنهما جنس هجين كدليل قوي على اختلافهم التام (فالإنسان الحالي مثلا عاش مع انسان النندرتالز فترة مشتركة تقدر ب 30 ألف عام قبل أن يختفي الأخير منذ 25 ألف عام فقط)ـ
أما من وجهة نظر إسلامية فما من شك أن الأرض كانت مهيأة وعامرة بالحياة قبل نزول آدم عليه السلام.. وحين أخبر الله ملائكته بأنني {جاعل في الأرض خليفة} قالوا عن سابق تجربة {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}.. وبهذا الخصوص يقول عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما: «كانت الجن قبل آدم بألفي عام فسفكوا الدماء فبعث الله إليهم جندا من الملائكة فطردوهم الى جزائر البحور»ـ
وقال بعض العلماء: «كان قبل الجن بشر من لحم ودم واستدلوا على ذلك بلفظ
ـ{يسفك الدماء}؛ كما استدلوا على تكرار الحياة وظهور البشر بقوله تعالى
{كما بدأنا أول خلق نعيده}
.. وقال المسعودي
ـ«ان الله سبحانه خلق في الأرض قبل آدم ثمان وعشرين أمة على خلق
(بكسر الخاء)
مختلفة»ـ
أما الدكتور عبد الصبور شاهين فيفرق في كتابه «أبينا آدم» بين كلمتي بشر وإنسان ويستشهد بآيات كثيرة تثبت ان (البشر) لفظ عام اطلق على كل مخلوق عاقل سار على قدمين منذ خلق الأرض. أما الإنسان فلفظ خاص ببني آدم الذين كلفهم الله بالعبادة وبدأوا بظهور آدم عليه السلام - وبناء عليه يرى أن آدم عليه السلام (أبو الإنسان) وليس (أبو البشر) ممن بادوا قبل نزوله
.. ومن الاجناس البشرية التي ظهرت قبل الإنسان الحديث الجنس المعروف باسم إنسان النندرتالز. وهو جنس بشري انقرض حاليا ولايمت بصلة لأي من الشعوب الموجودة اليوم. وقد تأكدنا من حقيقة وجوده من خلال عظامه المكتشفة في مواقع كثيرة في أوربا والشرق الأوسط.. ومن خلال هذه العظام تم التأكد من اختلاف جيناته الوراثية عن جينات الانسان الحديث وانفصالها عنه تماما.. أضف لهذا ان كهوف جبل الكرمل (في ضواحي الناصرة في فلسطين) تضم مقابر مختلطة لكلا النوعين لم يكتشف بينها أي هجين أو سلالة مشتركة (واختفاء الهجين يعد لوحده دليلا على انفصال النوعين واستقلالهما التام)
ومن خلال فحص البقايا العظمية لإنسان النندرتالز اتضح انه كان إنسانا متحضرا يتمتع بالصفات الكاملة قبل ظهورنا بفترة طويلة؛ فأدمغتهم مثلا تساوي ادمغتنا في السعة والحجم، وعظمة اللهاة لديهم تشير الى قدرتهم على الكلام، وطريقتهم في دفن الموتى تثبت امتلاكهم اعتقادات وتشريعات لا تتوفر لغير الانسان.. ولسبب غير مفهوم انقرض انسان النندرتالز قبل 25 الف عام بعد ان استمر وجوده على الارض لمليون ونصف المليون عام. وبانقراضه اصبحنا اسياد الارض وارتفع عددنا من خمسة آلاف نسمة - في ذلك الوقت - الى أكثر من ستة بلايين هذه الأيام
------------------------------------------------------------------------------------
المشهور بين العوام في قصة ادم عليه السلام ان الله قال للملائكة وهم في الجنة
" وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً " فقالت الملائكة فورا "
اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " ـ
ومن ثم خلق ادم وحواء وقال لهماادخلا الجنة ولا تقربا هذه الشجرة
قال تعالى : ( و قلنا يا آدم ادخل أنت و زوجك الجنة و كلا منها رغدا حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين )ـ
ومن ثم ازلهما الشيطان فاكلا من الشجرة التي منعت عليهم
قال تعالى : ( فأزلهما الشيطان عنها و أخرجهما مما كانا فيه و قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو و لكم في الأرض مستقر و متاع إلى حين ) ـ
ومن ثم تاب الله على ادم
(فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم )
الكلام والشرح اعلاه جميل وبسيط ولكن عندما تحرك عقلك وتحاول ان تربط الامور مع بعضها البعض تجد ان هكذا تفسير غير مقبول بل ان يجبرك على ان تسأل اسئلة بديهية وهي كالاتي
السؤال الاول : ان الله حكم على ادم انه سيكون في الارض خليفه قبل خلقه وحكم عليه بالخروج من الجنه والهبوط الى الارض قبل ان يدخل الجنه وقبل ان ياكل من الشجره المحرمه فقال تعالى للملائكة قبل خلق ادم ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) قال اني في الارض ولم يقل في الجنه سبحانه وجل شانه
وهنا اليس من الظلم والعياذ بالله من وقلنا هذا ان يحكم الله على ادم بالهبوط من الجنه قبل ان يخلقه و قبل ان ياكل من الشجره ؟ اليس المفروض ان يكون هذا الجزاء بعد الفعل بعد ان ياكل ادم من الشجره ؟
السؤال الثاني : كيف علمت الملائكة وهم في العالم الروحاني ان البشر سوف يفسدون في الارض ويسفكون الدماء اذا جعل الله منهم خليفه ؟
وهذا من علم الغيب الذي لا يعلمه الا الله ؟
قال تعالى: " قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله "ـ
السؤال الثالث : الجنة تعني العالم الخالد جنة الخلد او دار الخلود بمعنى ان من يدخل الجنه سيكون خالدا فيها هذا ما وجدته من تعريف لها شرعا
فكيف يخرج ويهبط ادم وحواء من جنة الخلد الى الارض ؟
قال تعالى : " قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيرًا "ـ
السؤال الرابع : انه يقال ان الشيطان ازلهما وهم في الجنه فكيف يكون الشيطان في الجنة ؟ اليست محرمه عليه وعلى من يتبعه الى يوم الدين فكيف دخل الشيطان الى الجنه ؟
السؤال الخامس : اليس المشهور انه اذا دخل ابن ادم الجنة اصبح له من الولدان المخلدون وحور العين ويشرب وياكل مما تشتهي الانفس فكيف يكون في الجنة شجرة محرمه ان ياكل منها احد الا يتعارض وجود مثل هذه الشجرة اوصاف الجنة المذكورة في القران ؟
زواري الكرام
بعد التفكير مليا والنظر والتحقيق فيما ذكر اعلاه من الايات نجد انه يستحيل ان ادم كان في جنة الخلد الموصوفه في القران الكريم والدار الاخرة انما كان في مكان ما اخر اطلق عليه الجنه كوصف او مجازا و نستدل على ذلك بقول الله تعالى
( و قلنا يا آدم ادخل أنت و زوجك الجنة )
فلو كانت الجنه المقصوده هنا هي جنة الخلد التي قال تعالى فيها " أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون " لما هبط منها ادم لان من دخلها يكون له الخلود في النعيم
وكذلك مما يؤكد لنا ان الجنة المقصوده في الاية ليست جنة الخلد هو وجود الشيطان فيها وهذا يتنافى مع صفات الجنة وانه لا يدخلها من استكبر وكذب بايات الله والكافرون والمشركين والشياطين كما ورد في القران
قال تعالى : " إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين "ـ
وقال تعالى : " وإذ قلنا للملائكتةِ اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين "ـ
اذن فما ذكرناه اعلاه هما دليلان على ان الشيطان استكبر وكفر وبذلك فمن المستحيل ان بكون ادم وحواء والشيطان في جنة الخلد مع بعضهم البعض انما كانوا في مكان اخر اطلق عليه مجازا الجنه و بذلك يكون المقصود بالجنة في قول الله تعالى
( و قلنا يا آدم ادخل أنت و زوجك الجنة )
ليس جنة الخلد انما المقصود به شيئا اخر ومكانا اخر
والان يبقى السؤال اين كان ادم عليه السلام ان لم يكن في جنة الخلد ؟ فاذا عرفنا اين كان ادم عليه السلام قد نستطيع ان نعرف ان كان موجودا قبله احدا ام لا ؟
قال الله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ )ـ
وقال تعالى : ( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ )ـ
وهذان دليلان قاطعان ان ادم كان بشرا
والان دعونا نتفكر الايات المذكوره ادناه من كتاب الله الكريم
قال الله تعالى شانه في كتابه الكريم : ? إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ?ـ
وقال تعالى : ? إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ?ـ
وهما دليلا على اصطفاء انبياء الله ( ادم ونوح وابراهيم وال ابراهيم وعمران وال عمران ) على العالمين
وهنا نجد انفسنا امام سؤال مهم وهو كيف اصطفى الله هؤلاء الانبياء ؟ وبماذا اصطفاهم ؟ وممن اصطفاهم ؟
وقبل ان نبحث عن كيفية الاصطفاء ولماذ وممن تم الاصطفاء فلنحاول ان نعرف لماذا بعث الله عز وجل الرسل والانبياء ومنهم ( ادم ) عليهم السلام جميعا ؟
اولا : بعثهم الله عز وجل ليامروا الناس بعبادته ويرشدوهم الى طاعته ولكي يجتنبوا الطاغوت
قا ل تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )ـ
ثانيا : بعثهم الله عز وجل منذرين مبشرين
قال تعالى : ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خلا فِيهَا نَذِيرٌ )ـ
قال تعالى : (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا )ـ
اذن بما ان الله عز وجل بعث الرسل والانبياء عليهم السلام الى الامم مبشرين بالجنة والفوز العظيم ومنذرين من النار والخسران المبين ولكي يرشدو الناس الى طريق الحق والهداية ويجنبوهم طريق الشيطان والغواية. فلا بد انه كان هناك امة ارسل اليهم سيدنا ادم مبشرا ومنذرا وهادي ومحذرا كما اخبرنا الله في محكم كتابه
قال تعالى : (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) ـ
وقال تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )ـ
وبما اننا نؤمن ان ادم نبي ورسول وبناء على الاية اعلاه فهناك ناس ارسل اليهم ادم فقال تعالى ( لئلا يكون للناس ) و ( في كل امة ) فكيف نصدق المفسرون الذين يقولون انه لم يكن هناك ناس وبشر قبل سيدنا ادم ونكذب ايات الله
فلو كان كلام المفسرون صحيحا وان ادم اول ادمي بشري على وجه الارض لاستثنى الله ادم من هذه الاية او لاستثنى الله ادم من الرسل او ان الايات محرفه والعياذ بالله من هذا القول وكل هذه الاشياء غير صحيحه فادم رسول ونبي من رسل وانبياء الله والاية صحيحه وليس فيها تحريف
قال تعالى : ( مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً )ـ
وهنا ربط الله بعثه الى الرسل بالعذاب فقال انه ما كان ليعذب احدا حتى يبعث فيهم رسول يهديهم الى طريق الحق فلمن بعث الله رسوله ادم عليه السلام اذا كان لم يكن قبله ناس ولا بشر . فهل نصدق المفسرون ام كتاب الله
قال تعالى : ( سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً )ـ
وهنا قول صريح من الله عز وجل ان سنة الرسل لن تتبدل او تتحول لا مع الرسول محمد صلى الله عليه واله ولا مع من سبق من قبله من الرسل سلام الله عليهم اجمعين
وكما ذكرنا سابقا فان سنة الرسل ان اله بعثهم لهداية وارشاد الناس الى طريق الحق وهذا دليل على ان ادم بعث الى امة من الناس . فهل نصدق المفسرون البشر ام قول الله
و بما اننا جميعا نؤمن ان ادم من البشر كما اخبر بذلك الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم فقال
قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُون )ـ
وقال تعالى : ( قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ )ـ
وهنا وجب ان نتفكر مليا في الايات المذكوره ادناه
قال الله العظيم في كتابه الحكيم بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
وقال تعالى : ? إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ?ـ
ولو رجعنا الى معنى الاصطفاء لوجدنا انه يعني ( الاحتيار والتفضيل والتقديم ... الخ ) وهنا يظهر لنا سؤال مهم جدا وهو
على من اصطفى الله ادم ان كان هو لوحده ولا يوجد معه من البشر والناس احدا فهو اول مخلوق بشري كما يقال ولم يكن معه او قبله من البشر والناس احدا ؟
وهنا يثبت لنا بالدليل من القران انه كان هناك ناس وبشر قبل ومع سيدنا ادم ولم يكن لوحده كما يعتقد البعض ولذلك قال تعالى انه اصطفاه فعندما تصطفي شيئا تصطفيه مما يماثله وليس ممن يختلف عنه فلا تستطيع ان تقول مثلا
اني اصطفيت ( بمعنى اخترت او فضلت ) هذه القلم على جميع الكتب
فهذا يكون من الخطأ اللغوي بل تقول
انك اصطفيت هذا القلم على الاقلام أو أصطفيت هذا الكتاب على جميع الكتب
والقران معجز لغويا وتاويلا وتفسيرا ولا يمكن ان تجد فيه ما يخالف اللغه وقواعدها
كذلك لو نظرنا الى هذه الاية قال تعالى
( رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا )
فاذا كان الله يرسل الرسل والانبياء مبشرين ومنذرين وادم عليه السلام من جملة الرسل والانبياء فلمن ارسل الله ادم مبشرا ومنذرا ان كان هو اول مخلوق بشري ومن كان هؤلاء الناس المذكورين في الاية الذي ارسل اليهم الله نبيه ادم مبشرا ومنذرا
فهل يقبل العقل والمنطق ان ترسل نبيا او رسولا مبشرا ومنذرا الى ارض ليس فيها احدا من الناس او البشر
والخلاصة يثبت ان سيدنا ادم عليه السلام كان في الارض وعلى الارض واصطفاه واختاره من البشر وعلى البشر المتواجدين في وقته على الارض فاختاره ليبلغ الرساله ويهدي الى الصراط المستقيم ولم يدخل الجنه ويهبط منها كما يدعي البعض انما قصد بالجنة في الاية الكريمة شيئا اخر غير جنة الخلد
قال تعالى : ( و قلنا يا آدم ادخل أنت و زوجك الجنة و كلا منها رغدا حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين * فأزلهما الشيطان عنها و أخرجهما مما كانا فيه و قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو و لكم في الأرض مستقر و متاع إلى حين * فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ) ـ
وفي الاخير اتمنى ان ما ذكرته من توضيح وردود يفيد ايا منكم او يستفيد منه احدا ما سواء عضوا كريم او زائر كريم لهذا المنتدى الموقر والله يغفر لي ولكم بحق محمد واله والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين وعلى اله