|
|
|
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ |
|
|
|
|
|
|
|
إحذروا مجارات الجاهل |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
إحذروا مجارات الجاهل
الحوار بين الأفراد من أكثر الأشياء متعة
و رقياً لأنه يؤدي إلى نتائج جيدة
و مثمرة تنمّي من طريقة تفكير الإنسان وطرحه
و توسع من آفاقه وتعرفه على الآخرين
لكن الحوار يصبح غير ذي جدوى عندما
تتحاور مع الجهلاء أو السفهاء
فيجدر بك حينها أن تتوقف نهائياً عن مناقشة السفيه
والجاهل و مجادلته لأنك سوف تتساوى معه في المنزلة
لو أنت فعلت ذلك
من هو الجاهل؟
الجاهل: هو الجاهل المغفل الذي يسيء التصرف دوماً
و لا يحكّم عقله في الحديث بل يستخدم عصبيته
و تطرفه لإدارة أي نقاش
و يلجأ دوماً إلى الغمز واللمز ويخطِّيء غيره
و يبدي صحة وجهة نظره دون الآخرين ؛ لأنه يعتقد أنه الأكثر علماً
و نباهة و غيره أقل معرفة و ذكاء
يختار الطرق السلبية في الحوار ولا يشعر باخطائه
و لا يعترف بها ، تراه يلعن و يسب
دون أن ينتبه الى أن تصرفاته هذه
تؤثر على الآخرين
وباختصار هو السلبي دائماً و لا يعجبه الآخرين بسهولة
و ان كانوا في قمة المثالية
يدخل الجاهل معك في الحوار لا ليتناقش معك بموضوعية
و حياد واحترام وإنما ليقلل دوماً من آرائك
و نظرتك للحياة
و يجعل منك قمة في السلبية
المدهش في الأمر
أن الجاهل لا ينتبه لما يفعل
و يعتقد بأنه الأصح تماماً من بين الآخرين
حتى بين العقلاء و النبهاء أنفسهم
لا يوجد إنسان ذو رأي صائب تماماً
وهذا ما يجب على الجاهل أن يفهمه
و لكن الجاهل للأسف لا يسعى للفهم
بقدر ما يسعى للشقاق و العداوة
يكون الجاهل:أبله
ساذج
مغفل
لذلك علينا أن نعذره لأنه لا يعلم الكثير وإن تظاهر
بالعلم والمعرفة
علينا أيضاً أن نحاول تعليمه لا مناقشته في تفاهاته
إذ يقول تعالى في كتابه الكريم
( خذ العفو و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين )
و في هذه الكلمات المباركة خير دليل على أهمية الابتعاد
عن محاورة الجاهلين من الناس والسفهاء منهم
يقول الشاعر
اذا نطق الســـفيه فلا تجبـه=فخير من اجابته الســـــكوت
سكت عن السفيه فظن اني=عييت عن الجواب وما عييت
عندما يتفوه السفيه بكلمات غير سليمة تغضبك و تثيرك
عليك ألاَّ تتجاوب معه
حتى لا تشعره بأهمية ما يقول من سخافات
لكن سكوتك هذا قد يشعره بأنك لا تستطيع الرد عليه
لعجزك أو نقص في قُدْرتك
ورغم ذلك يبقى السكوت أفضل من الرد عليه
لأنه الحل الأمثل للتعامل مع الجهلاء والسفهاء
يقول الشاعر
واذا أمن الجُهّال جهلك مرةً=فعرضك للجهال غَنْمٌ من الغُنْم
و إنْ أنت نازيت السفيه اذا نزا=فأنت سفيه مثله غير ذي حلم
ولا تتعرضـن للســفيه وداره=بمنزلة بين العداوة والســلم
فيخشاك تاراتِ ويرجوك مرةً=وتأخد فيما بين ذلك بالحزم
وقال آخر
أعـرض عن الـجاهل السـفـيـه=فـكـل مـا قـال فـهـو فـيـه
مـا ضـر بـحـر الـفـرات يـومـاً=إن خاض بعض ال************ فيه
وقال أبو الأسود الدؤلي
أترك مجاورة السفيه فإنها=ندم وعبء بعد ذاك وخيم
إذا جَرَيْتَ مع السفيه كما جرى=فكلاكما في جريه مذموم
وإذا عَتَبْتَ على السفيه و لمته=في مثل ما يأتي فأنت ظلوم
وقال الشافعي أيضاً
يخاطبني السفيه بكل قبح=فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد ســـفاهة فأزيد حلماً=كعود زاده الإحراق طيباً
نعوذ بالله أن نكون من الجاهلين والسفهاء
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Today, there have been 158757 visitors (312968 hits) on this page! |