إن أعظم البلاء علي الانسان في الدنيا هو لسانه إذا أطلقه بالكلام دون أن يتبين معني ما ينطق به
وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال
"إن العبد ليتكلم بالكلمه ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب"
وهذا حديث عقبة بن عامر قال: قلت يا رسول الله ما النجاة؟ قال: "أمسك عليك لسانك" فالمؤمن الحق: هو الذي يمسك لسانه ويأسر كلمته. ولا ينطق إلا بما يرضي الله عز وجل . مهما ضاقت عليه نفسه. وتقلبت عليه صنوف البلاء. وأحاطت به الشدائد والمكاره من كل جانب
فانه يعلم انه معروض علي ربه ليجازيه علي قوله وسعيه
والأدب في حفظ اللسان وطيب الكلام هو من سمات عباد الرحمن كما في قوله تعالي واصفا لهم ومادحا : "وعباد الرحمن الذين يمشون علي الارض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" بل وبين سبحانه أنه لا يصعد إليه إلا الطيب من الاقوال والاعمال: "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه" ولأهمية اللسان وخطر ما ينطق به. فان الاعضاء تأمره كل يوم أن يتقي الله فيها فعن أبي سعيد الخدري مرفوعا "إذا أصبح ابن آدم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان فتقول اتق الله فينا فانما نحن بك. فان استقمت استقمنا. وان اعوججت اعوججنا" واللسان نعمة من الله علي بني آدم إذ به يعبد الله وحده لا شريك له. ويتم التخاطب بين جميع افراد النوع الانساني. فباللسان ينطق المؤمن بالشهادتين. ويؤدي الصلاه ونحو ذلك من سائر الواجبات والفروض والسنن كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشهادة الحق ونشر العلم والذكر المستجب.. وفي المقابل فإن اطلاق العنان للسان يوقع الانسان في العصيان مثل الكذب والغيبة والنميمة والرياء والنفاق والفحش والخوض في الباطل وايذاء الخلق وهتك العورات