من منا لا ينشد السعادة و يتمناها و لكن ما هي السعادة ؟؟
دعونا في البداية نجري استفتاء عن السعادة مع ملاحظة ان العينة عشوائية
شاب مراهق: السعادة هي ان امتلك سيارة
بنت في الابتدائي: السعادة هي أن تقومني المعلمة كل يوم و تسألني و أجاوب صح و تحط لي نجمة في الدفتر
شاب حديث التخرج من الثانوية : السعادة أن ألتحق بكلية الطب
إرهابي : أن يفجر نفسه في تجمع
مضارب بالأسهم: أن السوق يطق طقه جامدة ترفعه فوق فوق
بس كافي خلينا ندخل في صلب الموضوع
دعونا نتفق على ان السعادة هي
"الشعور بأن الحياة جديرة بالعيش فيها بما تعنيه هذه الكلمة من معنى "
المال لا يجلب السعادة …الكثير من الأغنياء تعساء …. الفقر لا يسبب التعاسة و هناك الكثير من الفقراء السعداء … فرحة الغني بشراء أفخم سيارة قد تعادل تماما فرحة الفقير بشراء دراجة عادية …..السعادة ليست مرتبطة بمستوى الذكاء فعدد الأذكياء في المصحات النفسية تماماً مثل عدد الأقل ذكاءاً
هل تصدر السعادة من الداخل أو تأتينا منى الخارج؟ أو بمعنى آخر هل الأشياء أو الأشخاص مصدر سعادتنا أو هل لدينا القدرة على أن نكون سعداء باقتناع داخلي بما يرضاه الله لنا سعادة غير مشروطة بأشياء خارجية ؟ مما لا شك فيه أن الأشياء المحيطة بنا تؤثر على سعادتنا لكن مصدر ذلك هو نو ع التقبل و الحكم اللذان تقابل بهما تلك المؤثرات الخارجية ، و هذا ما جعل الكثير من علماء النفس المعاصرين يصرون على القول بِأن السعادة الحقيقية هي التي تنبع من الذات من داخل الفرد. هؤلاء الذين يرون أن السعادة تصدر من الأشياء التي يملكونها أو الانتصارات التي يحققونها ، أما أن يكونوا سعداء بصورة مؤقتة أو أن يكونوا تعساء . ربط السعادة بأشياء خارجية مجرد و هم بل قد يؤدي بعض الأحيان إلى متاعب نفسية . الأشخاص الذين يربطون سعادتهم بالوصول إلى شيء أو الحصول على آخر يفاجئون بخيبة أمل كبيرة عندما يصلون إلى أو يمتلكون هذه الأشياء لأنهم في الواقع يكتشفون أن السعادة التي كانوا يتوقعون الحصول عليها ليست موجودة بعد حصولهم على ما يتمنون
الكثير من الناس يتصور أن حصوله على منزل معين , أو سيارة فخمة أو مبلغ طائل من المال سوف يجلب له السعادة و عندما يحصل على ذلك يطلب المزيد أو تفقد هذه الأشياء قيمتها لأنه كان يتوقع أن هذه السعادة رهينة بحصوله على هذه الأشياء و
لكنه يفاجأ بعدم دقة توقعه
الكثير من الشباب يفكر في الزواج و مقدار السعادة التي سوف يحصل عليها منه, و بعد الزواج يضطر إلى الطلاق أو الزواج مرة أخرى لأنه لم يجد السعادة المنشودة بمجرد زواجه. في الحقيقة الزواج له مشاكله و له فوائد كثيرة , أما السعادة فتأتي من تقبلك الوضع و اقتناعك بما حصلت عليه , و إدراكك بان الزواج مرة أخرى لن يجلب السعادة ما لم يغير الفرد فكرته حول فلسفة السعادة و إذا غير ذلك فلا داعي للزواج مرة أخرى حيث سيجد نفسه سعيد بزواجه الأول
قد يسأل البعض إذا يكف يكون الناس سعداء ؟ الشخص السعيد هو الذي تنبع سعادته من ذاته . السعادة تنبع من أن السعادة ممكنه في كل الظروف و هي في الحقيقة شيء قد يختاره الفرد. السعادة تكمن في الاقتناع و الواقعية . كل شخص منا مهما كانت ظروفه مفيد لنفسه و للمجتمع بطريقة مختلفة تماماً عن غيره . كل فرد لديه القدرة على الاقتناع بالظروف المحيطة به و الاستفادة من الأشياء المهيأة له . طبعاً هذا لا يعني أن تقتنع بما عندك و تتوقف عن المحاولة , و لكن الغرض من المناقشة السابقة هو إلقاء الضوء على أن السعادة موجودة في كل مكان , و بإمكان كل فرد الحصول عليها , و أن ربط السعادة بالأشياء الخارجية شيء غير مأمون العواقب , لأن الحياة تتغير و الأشياء تزول , والعائلة و الأقارب و الأصدقاء غير دائمين . الشخص السعيد هو الشخص القادر على التكيف مع المجتمع هو الذي يعرف أن لديه طاقات معينه و أن الظروف تتغير , ليس هناك من البشر من يعرف ما يحضره الغد و ليس هناك من يستطيع تغيير ما حصل بالأمس. هو الشخص الذي يعرف بأن الحصول على كل شيء مستحيل و أرضاء كل الناس أكثر استحالة , و باختصار أن عليه إقناع نفسه بأن يعيش سعيدا مع تقبل مشاكل و مباهج الحياة
لأن الاكتئاب لا يضيف للواقع إلا المزيد من الكآبه
لم تَكن السعادة يوماً حكراً على أحد
كما أنها لم تكن أبداً ملكاً لشخص ما، دون غيره من الناس
ولكن لماذا نرى أن هناك أشخاصاً يبدون سعيدين دائماً مهما مر عليهم من ظروف وأشخاصاً لا يستطيعون تذوق طعم السعادة على الرغم من أنهم يمكن أن نقول عنهم إنهم يمتلكون معظم ما يمكن أن يحتاج إليه الإنسان في هذه الحياة ليكون سعيداً
وقال الخبراء إنه من غير المجدي أن نقوم بالبحث عن السعادة في الأمور من حولنا
أي ووفقاً لما أوضحوا فإن الإنسان غير السعيد لن يجد السعادة من جراء شرائه لثياب جديدة على سبيل المثال أو من خلال مشاهدة برنامج فني أو فيلم مثير؛ حيث إنه وحتى ولو شعر بالسعادة حينها فإن هذا الشعور لن يدوم طويلاً وسترجع إليه حالته غير السعيدة ويبدأ بالبحث عن السعادة مرة أخرى ولكن في مكان آخر
وبما أنه من غير المجدي أن يقوم الفرد بالبحث عن السعادة فإن الطريقة الأمثل هي أن نرى كيف يتصرف الأشخاص السعيدون من حولنا
وقالت الخبيرة غابريل لوبلانك إن أي شخص يمكن أن يكون سعيداً ومن خلال الأبحاث التي أجرتها تبين أنَّ الأشخاص السعيدين يتشابهون في كثير من الأمور
وقامت بتحديد ما يميز الأشخاص السعداء مما يساعدنا بالتالي على أن نصبح سعداء بدورنا إذ إن السعادة تنبع من الشخص نفسه ونظرته إلى نفسه والحياة من حوله
يقدرون ذاتهم
تصور السعادة ماذا يمكن أن تكون برأيك؟ هل هي المال أو الرفاهية أو الشعور بسلام الروح والنفس؟
قالت الخبيرة لوبلانك إن السعادة تنبع في الأساس من الفرد ومن تقديره لذاته وبالتالي تقوم على السلام الداخلي للإنسان
ومن وجهة نظر العلماء النفسيين فإن الشخص يجب أن يقدر ذاته كما هي عليه وأن ينظر إلى مواهبه وقدراته على أنها استثنائية حتى ولو كان للبعض أيضاً نفس هذه القدرات
كما أنَّ الفرد يجب أن يسعى جاهداً لأن يقدر قيمة ذاته في هذه الدنيا المعقدة من حوله إذ إن تقدير الذات يساعد الشخص على أن يحدد ما الذي يريد أن يصل إليه، بالإضافة إلى أنه يساعد على مواجهة تحديات الحياة
هذا وإن تقدير الذات يعزز للشخص سبب وجوده في هذه الحياة
وكلما زاد تقدير الشخص لذاته زادت مشاعره الإيجابية التي توجهه لتحقيق أهدافه
وقالت الدكتورة كارول رايف المتخصصة بعلم النفس في جامعة
University of Wisconsin
في الولايات المتحدة إن هذه المشاعر مهمة جداً لصحة الجسم البدنية أيضاً إلى جانب الصحة النفسية
إذ إن الأشخاص الذين يقدرون ذاتهم وفق ما أثبتت الدراسة كانت صحتهم الفيزيولوجية جيدة كما أنهم لم يعانوا من أرق ليلي بالإضافة إلى أن نسبة هرمون الإجهاد النفسي كانت قليلة بالمقارنة مع غيرهم من الأشخاص
هذا وكانت نسب احتمال إصابتهم بأمراض القلب أقل من غيرهم والأهم أنهم كانوا أكثر سعادة في الحياة
يصممون حياتهم بحيث تجلب لهم السعادة
يمكن أن لا يلاحظ الكثير من الناس كيف يمضون حياتهم وما هي نسبة اللحظات التي يمضونها بسعادة بالمقارنة مع أيامهم كلها
وقال الدكتور ديفيد سكادا الاختصاصي في علم النفس في جامعة
University of California
في الولايات المتحدة إنَّ الشخص قادر على أن يشكل حياته بحيث تحقق له السعادة
وأضاف
"إنَّ الإنسان هو صاحب السلطة على حياته وإن الأمر الأساسي هنا هو أن تأخذ القرار وتبدأ"
ويمكن أن تكون المسألة ليست بهذه البساطة إلا أن الشخص يجب أن يؤكد لنفسه أنه ليس عبداً لحياته
ومهما كان عملك صعباً ومهنتك متعبة فإنه يكون بإمكانك أن تخصص وقتاً قليلاً لنفسك
كما يفضل أن تنظر إلى مهنتك على أنها الجانب الذي يساعدك على تحقيق ذاتك في الحياة ويلبي طموحك
وقال الدكتور سكادا
"من حسن الحظ أنَّ أمر تشكيل الحياة بحيث تجلب السعادة لا يتطلب الكثير من التغييرات الكبيرة إذ يكفي أن تخصص ساعة معينة لتقوم بأمور تحبها كقراءة كتابك المفضل على سبيل المثال أو أن تلتقي بأصدقائك"
هذا وبإمكانك أيضاً أن تحسن الطريقة التي تدرس فيها، وأن تطمح لتحقق نجاح لافت هذا العام في المدرسة على سبيل المثال
وقال الخبراء إنَّ هذه العمليات البسيطة يمكن أن يكون لها تأثيرات مهمة على شعورك بالسعادة ولكن المسألة الأكثر أهمية هي أن تبدأ فعلاً
وبيَّنت دراسة أجرتها جامعة ميسوري في الولايات المتحدة أن الطلبة الذين وضعوا لأنفسهم أهدافاً مدروسة واتبعوها بتأن كانوا أكثر
سعادة بالمقارنة مع الذين لم يقوموا بأي تغيير
تخلصوا من فكرة
"لو أن"
إنَّ معظم الأشخاص السعداء في حياتهم لا يميلون إلى التفكير من منطلق"لو أن"أي على سبيل المثال لا يقولون لأنفسهم لو أنني أعمل في وظيفة أفضل، أو لو أنني أجد الزوج الملائم لي، أو لو أنني كنت أنحف بقليل
ويميل الكثير منا إلى إساءة الحكم على حياته إذ إننا ننظر فقط إلى جانب معين في حياتنا ونعمم إحساسنا تجاهه على حياتنا كلها
وفي حال كان الجانب العاطفي من حياة الفرد هو المتأزم فإنه من الخطأ أن يجعل هذه المشاعر تسيطر على حياته بأكملها؛ إذ يجب أن يرى أن حياته المهنية جيدة للغاية؛ بالإضافة إلى حياته العائلية
وفي هذه الحالة فإن الأشخاص السعداء يحاولون أن يبقوا أنفسهم مشغولين دون الالتفات إلى الجانب العاطفي الذي يؤرقهم حتى ولو كانت طريقة شغلهم لأنفسهم بسيطة كالانضمام إلى نادٍ رياضي أو ممارسة الهواية المفضلة على سبيل المثال
يضعون أصدقاءهم في المرتبة الأولى
يعرف جميعنا أنَّ الارتباط الاجتماعي هو أهم عامل لتحقيق السعادة إلا أن الكثير منا لا يعرفون أن طبيعة هذه العلاقات هي الأساس
وليس من الضروري أن تدخل في نقاشات عميقة وجادة مع أصدقائك حتى تكون علاقتك بهم جيدة؛ بل يكفي أن تكون رفقتكم بسيطة، كالخروج إلى أماكن ترفيهية معاً أو حتى الاطمئنان على بعضكم البعض عبر الهاتف
وأثبتت العديد من الدراسات أنَّ المشاركة بالقيام بأمور عدة مع الأصدقاء يمكن أن توثق العلاقة مع الأصدقاء
مما يزيد من الشعور بالسعادة بشكل عام
السعادة مهارة مكتسبة يمكن أن نمنحها أبناءنا
إن السعادة حال ذهنية وسمة شخصية. والحال هذه مزاج يروح ويجيء. أما سمة السعادة فهي أكثر استقراراً. فهي الاستعداد للشعور بالسعادة. وسمة السعادة هذه مهارة يمكن اكتسابها، وأفضل سبيل إلى ذلك التغلب على المصاعب الصغيرة في مرحلة الطفولة. يمكن أن يتمتع المرء بطفولة سعيدة جداً ويغدو بالغاً بائساً. والواقع أن الطفولة الخالية من أي ألم أو خيبة هي شبه صيغة لبلوغ بائس
وتحديد صيغة لمزاج سعيد في الحياة أمر صعب غير أن الباحثين تمكنوا من تحديد مقومات أساسية قد تساعد الوالدين على تنشئة أطفال يتمتعون بسمة سعادة هي جزء لا يتجزأ من شخصياتهم
هنا بعض ارشادات تساعد الأهل في هذا المجال
1
ـ امنحوا أولادكم حرية الاختيار: الأولاد مستثنون من المشاركة من أخذ القرارات في كل المجالات والشعور بالعجز الذي يخلفه هذا الأمر يمكن أن يجعل من الطفولة مرحلة اقل سعادة مما يعتقد البالغون. وإذا كان الوالدان لا يتنازلان عن دورهما كصانعي قرارات، ففي إمكانهما البحث عن طرق لإشراك أطفالهما فيها. من المهم أن يدرك الوالدان أن تقديم الخيارات ليس كفيلاً بتوفير السعادة. فقد يختار الولد أن يكون غير سعيد، السعادة فعل إرادة. ولكل شخص أسباب ليكون غير سعيد، لكننا نستطيع أن نكيف ردود فعلنا حيال تلك الأسباب. السعادة إذاً، مسؤولية الولد إلى حد ما
2
ـ نمو علاقات حميمة: تعتبر العلاقات البناءة من مقومات السعادة. ولئن يكن الوالدان عاجزين عن التحكم بالحياة الاجتماعية لولدهما مستقبلاً، ففي إمكانهما رعايتها بجعل علاقتهما حميمة ومريحة مع كل من أولادهما. يحتاج الأولاد إلى علاقات إيجابية مع والديهم إذا كان لهم أن ينجحوا في إقامة علاقات جيدة مع الآخرين. ويمكن الوالدين أيضاً أن يشجعا أولادهما على لقاء أولاد آخرين باستمرار عبر إلحاقهم بفريق لعب. يمكن أن يشكل المنزل المفتوح للأصدقاء عنصراً آخر مساعداً. يمكن الوالدين أن يساعدا أولادهما على تطوير علاقة تعاطفية مع الآخرين، فيتحدثان إليهما
3
ـ قوموا دوافعكم إلى التدليل: تؤكد الأبحاث، أن ذوي المداخيل (الكافية) هم أسعد من غيرهم. المهم هو الحصول على ما يكفي لسد الحاجات الأساسية والشعور بالاكتفاء بما نملك. إن إعطاء الأولاد الكثير يولد لديهم وهماً بأن نيل الأشياء هو مصدر السعادة. إن الأولاد غير الماديين قادرون على الاكتفاء بالأقل لأنهم أقدر على الإبداع في اللعب بما يملكون. هذا لا يعني حرمان الأولاد كلياً من الهدايا، بل ينبغي ألا يشعروا بأن سعادتهم تعتمد على دفق دائم من الأشياء المادية
4
ـ شجعوا الاهتمامات المتنوعة: يعيش الأفراد السعداء حياة متوازنة، ذلك لأن سعادتهم نابعة من مصادر عدة. ومتى توفقت السعادة على أمر واحد فإنها تصير غير ثابتة. وفي حين لا يسع الوالدين معرفة ما قد يحوز اهتمام طفلهما، ففي إمكانهما أن يقترحا عليه جملة نشاطات متنوعة. وقد يعني ذلك تقصير الوقت الذي يسمح له خلاله بمشاهدة التلفزيون أو ممارسة ألعاب الفيديو التي قد تخنق اهتمامات أخرى. إن التشجيع على الاهتمامات المتنوعة أمر مهم، خصوصاً بالنسبة إلى الأولاد الذين يبرعون في أمر واحد. وغالباً ما يلق هؤلاء اهتماماً كبيراً جداً بموهبتهم بما يدفعهم إلى حصر نشاطهم بها وإهمال اهتمامات أخرى
5
ـ علموا أولادكم مهارة التكيف: يمر الأشخاص السعداء بأوقات كئيبة مثلهم مثل سائر الناس، لكنهم أكثر مقدرة من غيرهم على تخطيها. لذلك يمكن على الوالدين مساعدة أولادهما على اكتسبا هذه المهارة البالغة الأهمية بأن يلفتا نظرهم إلى ذلك الضوء الرفيع في آخر كل نفق مظلم. وحين يتعذر إصلاح أمور حياتية بمواجهتها من موقف آخر، ينبغي للأهل مساعدة أطفالهم على اكتشاف مصادر تعزية وراحة. يجب تعليم الولد إيجاد العزاء في أمور تحيي فيه الحس بالسعادة، كالاستماع إلى الموسيقى أو قراءة كتاب أو ركوب دراجة أو مناقشة مشكلة مع صديق
6
وفروا لأولادكم بيتاً سعيداً. إن إحدى أفضل الوسائل لمساعدة الولد على إيجاد سعادة دائمة هي بحث الأهل عنها في حياتهم هم. إن أفضل ما يمكنكم القيام به من أجل ولدكما هو أن تصيرا شخصين سعيدين راضيين. فالولد الذي يترعرع في بيت سعيد يملك فرصة أكبر ليغدو بالغاً سعيداً
قد يكون الارتباط بين الانسان والسعادة عائداً إلى أسباب وراثية جزئياً. وثمة دلائل على أن النزوع إلى السعادة مزاج وراثي، لكن السعادة تنشأ أيضاً في الجو الذي يوفره أهل سعداء الاكتساب العاطفي يتم خلال السنوات الأولى. فالولد يتوصل إلى استنتاجات من الجو العاطفي المحيط به قبل تعلمه الكلام، فيتساءل: هلال العالم مفعم بالقلق والغضب أم هو مكان آمن سعيد؟
لذلك يتحتم على الوالدين أن يمارسا في حياتهما القيم التي تولد السعادة. عليهما أن يطلعا أولادهما على أسباب سعادتهما. من المهم التحدث عن الأيام السعيدة وتوضيح أن السعادة هدف يرجى تحقيقه
تمنياتي للجميع بالسعاده
التربية الاخلاقية في الاسلام تقوم على اساس من قوة العقيدة والالتزام والعرض والمناقشة والاقناع، وتتوجه الى عقول الشباب قبل عواطفهم، وتخلق توازناً بين الغرائز والحاجات، وتوجد انسجاماً للفرد مع ذاته
الغرب يشن غزواً فكرياً وفق مخطط مدروس ونهج منظم يهدف الى تشتيت الشباب بين المعايير والقيم الدينية وتقليد المدنية الغربية. السعادة حلم البشرية ينشدها الانسان بشتى الطرق
تحتل قضايا الشباب اليوم الجزء الاكبر من قضايا المجتمعات المعاصرة على اختلاف انظمتها واتجاهاتها ومستوياتها، ومشكلات الشباب تستأثر باهتمام المربين وعلماء النفس والاجتماع والمفكرين على تنوع انتماءاتهم، بسبب ما يعانيه الشبان من متاعب وهموم واضطرابات اجتماعية ونفسية خطيرة
فالشبان يشكلون نسبة عالية من السكان في المجتمعات العربية والاسلامية والدول النامية، وهم اكثر الفئات الاجتماعية تأثراً بالواقع ومتغيراته ومعطيات البيئة الحياتية المادية والمعنوية من فكر وقيم ومشاعر وسلوك، وهم اشد انفعالاً وتفاعلاً في المجتمع وأكثر استعداداً للانجرار وراء مغريات الحياة والانجراف والشذوذ والاصابة بالاضطرابات النفسية والتأثر بالاتجاهات الجديدة والتقليد والجري وراء الاهواء والشهوات، كل ذلك يؤدي الى الضياع والفشل والاحباط والحيرة بين نوازع الفضيلة ومغريات النفس.
وقد بينت الدراسات الاجتماعية والنفسية وجود علاقة جدلية بين ارتفاع نسبة الانحراف والشذوذ في اوساط الشباب، وبين طبيعة البنية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمع، كما نرى في المجتمعات المتقدمة والصناعية مثلاً، بينما نلاحظ انخفاض هذه الظاهرة في المجتمعات التي تسمى «محافظة» تلك المجتمعات التي تسودها المبادئ الدينية والقيم والاخلاق والفضيلة، كما في المجتمعات الاسلامية. فطبيعة الواقع الاجتماعي والاقتصادي والفكري والتربوي والنفسي والبيئي تلعب دوراً اساسياً في تحديد طبيعة الازمات، والمشكلات التي يعاني منها الشبان، فهذه العوامل تؤثر بفعالية في تكوين انماط السلوك واتجاهات الفكر وسقف المعاناة النفسية والمادية للغالبية العظمى من الشبان، وهذا يؤكد ان معالجة قضايا الشباب لا يمكن ان تتم الا باصلاح شامل لقضايا المجتمع ومشكلاته، ان الاسرة والمؤسسات التعليمية تقوم بتنشئة الشبان ورعايتهم وتكوينهم العقلي والنفسي والجسمي عبر دراسات علمية ورؤية واعية وعميقة لقضايا المجتمع ومشكلات الشباب الهامة والخطيرة التي تواجه المجتمعات المعاصرة عامة، والاسلامية خاصة، وما تخلفه من الآثار السلبية والنفسية، والعاطفية في نفوس الشباب، والصعوبات في التنمية والتطور وتقدم المجتمع
غرائز الشباب
بين الأهواء والواقع مع بداية مرحلة المراهقة تبرز بقوة عند الشبان دوافع الشهوات والاهواء وتتوقد الاحلام والمخيّلات وتتأجج مظاهر الحيوية والنشاط في نفوسهم، وتتحدد غالبية اهدافهم، من منظار الشهوات والغرائز، فترسم مخيلتهم الطرائق المتعددة للوصول اليها، فيخترق الشاب الحواجز والممنوعات التي يواجهها وتصبح قواه العقلية ضعيفة التأثير في مجرى حياته، بينما تسيطر عليه مشاعر الانانية وحب الذات وتغليب مصلحته الشخصية على مصلحة المجتمع، وتنقلب المفاهيم والقيم في عقليته وتصبح رغباته هي اساس الفضيلة والنظام والتقدم الاجتماعي
لاشك ان الجري وراء الرغبات والشهوات بكل الوسائل يأخذ من حياة الشباب وقتاً طويلاً، وكثرة التفكير في اهوائه يصرفه عن الاهتمام بالدراسة والعمل المجدي والقضايا المهمة في الحياة وفي النهاية يضيع منه كل شيء، فلا هو اشبع رغباته ولااستفاد من فرص الحياة في العمل والتعلم وبناء شخصيته وكيانه الاجتماعي، فالمجتمع يغري الشاب ويعرض امامه مغريات الحياة، في الوقت ذاته يصده عنها ويمنعه من الوصول اليها، وهذا يزيد عناءه ومعاناته وسخطه وتمرده وشعوره بأن الواقع ظلمه وحال بينه وبين حقوقه في متع الحياة، فتتولد لديه مشاعر الاضطراب النفسي والقلق والصراع الداخلي والتوتر والاكتئاب
وأهمية التربية الاسلامية والايمان الراسخ في القلب، انهما يمنعان الشاب من الانحراف ويصرفانه عن الانجراف وراء غرائزه وشهواته ويقيانه آثار الحيرة والقلق والاضطرابات النفسية، لان الشاب المؤمن يشبع رغباته بطرق مشروعة، في اجواء من الأمان والسعادة والكرامة وتسيطر على نفسه الراحة والاطمئنان والرضا والسكينة
أوهام وسعادة مفقودة
السعادة حلم كل انسان في الحياة، يطلبها في بداية شبابه بكل الطرائق وفي كل مكان يصل اليه، لكنه يعود في نهاية المطاف «بخفي حنين» يجرب الشاب الواناً من المتع والمباهج والرفاهية، ثم لا يحصد سوى المزيد من الهموم والمتاعب ومشاعر الضيق والتوتر والتذمر واليأس والتي قد تدفع بعضهم الى الانتحار للتخلص من الحياة
وقد بينّت الدراسات ان الشبان في اوروبا وأميركا يعانون كثيراً من الشقاء و التعاسة والاكتئاب وخاصة شبان «السويد» التي يعيش سكانها في جنة تشبه الأحلام، قال عنها احد الباحثين: «أهل الجنة ليسوا سعداء» وقال «ويلسون» عن الحياة في نيويورك: «انها غطاء جميل لحالة من التعاسة والشقاء» فالسعادة ليست بالغنى وكثرة المال والرفاهية فهي غالباً لا تورث سوى الهم والتعب والحسرة والطمع والشراهة للمزيد، لان السعادة لا تنبع الا من اعماق الفرد فتشع على جوارحه سروراً وفي نفسه طمأنينه، وتشرح صدره ويعيش في راحة ضمير وقناعة ورضا بقضاء الله وقدره، وهذه السعادة الحقيقية لا تتحقق الا بالايمان الصادق العميق الذي يكبح جماح النفس وينظم الغرائز ويخلق توازناً بين حاجات الشاب ومتطلبات الواقع
ويعتقد اغلب الشبان ان السعادة في الحب، ولكن الحب الذي يفهمه الشاب اليوم هو الحب المادي المرتبط بالجنس والشهوات والمتع الجسدية، وجميعها تتمحور حول حب الذات وارضاء النفس، أما الحب الحقيقي الذي يولد السعادة في النفس فهو الحب الروحي الطاهر الخالي من المصالح المادية، بهذا المعنى يحب المؤمن كل شيء لوجه الله تعالى، وليس لغاية دنيوية، فالحب حاجة اساسية في حياة البشرية وخاصة الشبان وبفقدانه يخسر الكثير من الدوافع والطاقة للاستمرار في الحياة ومواجهة العقبات والتغلب على الصعوبات بفعالية وتحقيق طموحاته المشروعة وغاياته الكبرى في المستقبل، فالابحاث النفسية بينت ان من يفقد الحب والحنان ودفء الرعاية والاهتمام في الاسرة والمدرسة والمجتمع يعجز عن منحها للآخرين ويصبح أكثر عرضة للانحراف من غيره من الشبان وذلك خلال محاولاته العشوائية في البحث عما ينقصه من مشاعر وعواطف وحب وحنان
منبع الأمان
الإيمان بالله تعالى مصدر الامان وهو الذي يجعل الشاب يحصر تفكيره في رضا ربه وطاعته واجتناب معاصيه، ومنفعة الناس تصبح غايته الكبرى، فيحقق السعادة لنفسه والفوز في الدنيا والآخرة، رغم ما يخسره من متعة عابرة او منفعة عاجلة وكبح لشهوة طاغية، فالايمان خير علاج للاضطرابات النفسية والخوف والوحدة
ما هي الامور التي يجب ان تكون بالانسان لكي يكون سعيدا في حياته اليومية من وجهة نظركم؟
بالطبع كل شخص يعتقد ان هناك بعض الامور اذا وجدت عنده فانه سوف يكون سعيدا في حياته اليومية ، وهذه الامور تختلف من شخص الى آخر
وكما ان هذه الامور تختلف على حسب اهميتها ، فهناك بعض الامور التي نرى انه من الافضل ان نحققها قبل غيرها وهناك ممكن تحقيقها بأي وقت لانها ليست ذات اهمية بالنسبة لنا
فمن وجهة نظري ارى ان طاعة الله هو اول الامور التي تجعل الانسان سعيدا في حياته ، حيث ان طاعة الله بالعبادات وقراءة القرآن الكريم يحقق الراحة النفسية ، فالراحة النفسية اهم بالنسبه لي من الكماليات والاموال فهناك الكثير من الاشخاص الاغنياء لديهم كل ما يحتاجون اليه ولكنهم لا يشعرون بالراحة النفسية . كما ان طاعة الله وعبادته هو واجب علينا ، فالشخص الذي يطيع الله يجد ان الله ينعم عليه بنعمه ويحقق له الراحة النفسية بعكس الشخص الذي لا يعبد الله نجده ملتهي بالاشياء التي لامعنى لهاا وكما انه لا يشعر بالراحة النفسية مع ان لديه الكثير من الاشياء التي ممكن ان تجعله سعيدا
والقناعة ايضا من الامور التي تجعلني سعيدة في حياتي اليومية ، القناعة كنز لا يفنى ، ويجب ان يكون للانسان قناعة بان الله هو موزع الارزاق وان الحسد والبغضاء لا تغير من شيء ،وان الفرد يجب ان يعمل ولقد حثنا القران الكريم على العمل
((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم))
وبين القران ان العمل ذو قيمة عظيمة في حياة الفرد لان العمل وطلب الرزق وبذل الجهد في طلب القوت لنفسه ولمن يعولهم ،ويجب ان يحب الانسان عمله ويبذل الجهد لكي يطور من نفسه ومن عمله ،وان يحافظ على ان يؤدي واجبه وعمله على اكمل وجه وبذلك يجني الفرد المال الذي يوفر له ولعائلته العيش الجيد،وكلنا نعرف اننا محاسبون على اعمالنا سواء في الدنيا او الاخره وسواء كان العمل خيرا او شرا ،ولقد نهى الاسلام عن البطاله وذم من يقعد عن العمل الا في حالات مثل العجز او الشيخوخه لان البطاله هي تعطيل للقوى والمواهب عن تاديه دورها في الحياه ،وفي عصرنا هذا كثرة البطاله بشكل كبير جدا وخاصة البطاله المقنعه والمقصود بها ان الشخص موظف في احدى دوائر الحكومة ولكن ليس له عمل بمعنى انه موظف باسم فقط ويستلم راتب من دون ان يعمل شيئا
وكذلك ارى ان كسر الروتين اليومي من الامور التي تجعلني سعيدة في حياتي اليومية، يجب ان يكسر الافراد الروتين اليومي الذي يسبب لهم الملل والعزوف عن العمل والميل الى البطاله او يؤدي الى مشاكل في عمله او اسرته ،لذلك يجب على كل فرد ان يطور من نفسه وان ينوع ويغير مسار حياته اليوميه سواء كان في حياته الاسريه او في حياته العمليه، وان يحرص على ان لا يكون الامس كما اليوم حتى لا يشعر بالملل والتذمر من هذا العمل او من حياته الاسريه ، فمثلا الروتين اليومي داخل الاسرة ان الاب او الام يرجعون للمنزل بعد العمل ثم يتغدون ثم ينامون لفترة العصراو اكثر قليلا ثم تقوم الام بتدريس اطفالها ومن ثم تقوم بعمل العشاء ومن ثم تجعل اطفالها ينامون اذا استمرت الام على نفس هذه الحاله كل يوم سوف تحس بالملل والتذمر من العمل ،والاحسن ان تقوم الام بالخروج مع زوجها واطفالها بين فتره واخرى وان تتغدى او تتعشاء خارج المنزل بعض المرات فذلك يغير من الروتين اليومي الذي تعيش فيه
وهناك الكثير من الامور الاخرى التي تجعلني سعيدة في حياتي اليومية مثل الاستقرار في حياتي سواء مع اسرتي او في العمل او في دراستي ، وكذلك الطموح فالطموح يجعل الانسان سعيد لانه يجعله يبحث عن ماهو افضل له ، لان الانسان بدون طموح ليس لديه الرغبه في الجد والاجتهاد والتغير والبحث حتى يصل الى ما احسن للعمله وللافراد مجتمعه. ويجب ان يكون الفرد طموح حتى يكون لديه الرغبه للمواصله في العمل والبذل والبحث والتطوير والتجديد لتحقيق ما يطمح اليه وبذلك يتغير الى الاحسن والانفع والى كل ما فيه خير للعمل، وبذلك يتطور الافراد والمجتمع، وكما ان الاحساس بالامان يجعل الشخص سعيدا في حياته اليومية
هذا وجهة نظري عن الامور التي يجب ان تكون في الانسان لكي يكون سعيدا في حياته اليومية ، واسفة لاني اطالة عليكم بالاجابة
واتمنى من جميع الاعضاء المشاركة في الموضوع ، واعطاء وجهة نظرهم عن الامور التي يعتقدون انها تجعلهم سعيدين في حياتهم اليومية
السعادة: يقول علماء النس إن السعادة شعور
Feelings
لأن السعادة ليست معرفة وليس لها تعريف بالقاموس إذ هي شعور ولأنها ليست محسوسة وملموسة وليست هدفا واضحا يصل إليها الإنسان ويقول وصلت إلى الهدف وأمسكت به
هل السعادة في الغنى والجاه أم الفقر والجهل؟ لا هذا ولا ذاك لأن الغنى والجاه لا يجلبان السعادة ولا الجهل والفقر أيضا
هل الأذكياء سعداء أم الأغبياء؟ لا هذا ولا ذاك فكم من ذكبي وعبقري دخل المصحات العقلية والنفسية وكذلك الأغبياء
هل السعادة في الحياة الزوجية أم العزوبية؟ لا هذا ولا ذاك فكم من حياة زوجية فاشلة وكم من عزوبية محطمة· إذا أين هي السعادة وأين توجد؟ يقول علماء النفس إنها تنبع وتصدر من الذات من داخل الإنسان نفسه حيث الشعور، إذا شعرت بالسعادة فأنت سعيد وإذا شعرت بالكآبة فأنت كئيب· فإنها لا تصدر من المؤثرات الخارجية· فالإنسان السعيد هو الذي تنبع سعادته من ذاته <داخله> وهي قدرة الفرد على التكيف مع الحياة في مباهجها وأحزانها لأن الاكتئاب لا يزيدنا إلا كآبة، وهي أيضا قدرة الإنسان على الرضا بواقع الحياة وقدرته على التحكم في أعصابه وكبح الانهيار العصبي إذا السعادة هي
<شعور، ورضى، وتكيف مع الحياة>